من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح لمعة الاعتقاد
199994 مشاهدة
من حق النبي على الأمة: وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم

كذلك من حقوقه على أمته أيضا: الطاعة.
وطاعته: هي امتثال أمره واجتناب نهيه؛ وهذه الطاعة تعتبر حقا من حقوق الله ورسوله، قرن الله تعالى طاعته بطاعة نبيه في مواضع كقوله تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ بل جعل الله طاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم طاعة لله، فقال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ؛ وذلك لأنه إنما يدعو إلى أمر الله، فإذا أطعته فقد أطعت الله وإذا عصيته فقد عصيت الله؛ أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى .
هكذا جاء هذا الحديث من أطاع الله يلزمه أن يطيع النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأن محمدا صلى الله عليه وسلم يعتبر الواسطة بين الله وبين عباده؛ فطاعته تعتبر طاعة لله: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى يعني: لم يطع الرسول فقد تولى: وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا .
وقوله: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام إنما يأمر بما هو نافع للأمة، ولذلك جعل الله اتباعه وطاعته سببا للنجاة وسببا للفلاح وسببا لدخول الجنة، وثبت أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى ؛ كأن الصحابة استغربوا هل أحد يأبى دخول الجنة؟ فلما فسر لهم عرفوا أن من اتبعه فإنه قد أطاعه، ومن لم يتبعه فإنه قد أبى قد أبى أن يأتي بالأسباب التي تكون سببا لدخول الجنة.